أخبار وتقارير

مقترح من الحكومة البريطانية بتحديد عدد الطلاب الأجانب يثير خلافًا مع الجامعات

أثار اقتراح حكومي بمنع الطلاب الأجانب من القدوم إلى بريطانيا لدراسة «برامج ذات جودة منخفضة» –  والعديد منهم يأتون برفقة أفراد أسرهم – خلافًا حادًا مع جامعات البلاد.

وجاء الاقتراح وسط مخاوف بشأن ارتفاعٍ قياسي في معدل الهجرة الصافي إلى المملكة المتحدة، من دون أن توضح الحكومة المقصود بالبرامج ذات الجودة المنخفضة.

ويرى تيم برادشو، الرئيس التنفيذي لمجموعة راسل التي تضم 24 جامعة بريطانية رائدة، أن المقترح الحكومي «يرسل إشارة خاطئة عن المملكة المتحدة على الصعيد العالمي». وقال: «الأسوأ من ذلك، أنه بمثابة تسويق مجاني لمنافسينا في أستراليا، وكندا، والولايات المتحدة».

وأضاف، في بيان حصل «الفنار للإعلام» على نسخة منه، أن الاقتراح يتعارض أيضًا مع سياسة الحكومة المتعلقة بالتعليم الدولي، مشيرًا إلى أن معظم الطلاب الأجانب (97.5%) غادروا البلاد مع انتهاء تأشيراتهم.

زيادة الهجرة

شعرت حكومة رئيس الوزراء، ريشي سوناك، أن من واجبها التحرك، بعد أن أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الوطني وصول 1.1 مليون مهاجر إلى بريطانيا في العام المنقضي، حتى حزيران/ يونيو الماضي. وكان الكثير منهم من الهاربين من الحروب، أو الصراعات في أوكرانيا، وأفغانستان، وهونغ كونغ، لكن العدد الأكبر كان في الرقم القياسي المتمثل بحصول 486,868 طالبًا أجنبيًا على تأشيرات دراسية، بزيادة 76% عن عام 2019، العام السابق لتفشي وباء كوفيد-19.

«اقتراح الحد من أعداد الطلاب الأجانب يرسل إشارة خاطئة عن المملكة المتحدة على الصعيد العالمي. والأسوأ من ذلك، أنه بمثابة تسويق مجاني لمنافسينا في أستراليا، وكندا، والولايات المتحدة».

تيم برادشو، الرئيس التنفيذي لمجموعة راسل المؤلفة من 24 جامعة بريطانية رائدة.

ومما ضاعف المخاوف بشأن الهجرة غير النظامية، عرض التلفزيون البريطاني، كل ليلة تقريبًا، صورًا لمهاجرين، معظمهم من الألبان، يعبرون القناة الإنجليزية في قوارب صغيرة. ووفقًا للأرقام الحكومية، تم رصد وصول أكثر من 11 ألف ألباني إلى المملكة المتحدة، عبر قوارب صغيرة في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام.

في المؤتمر الأخير لحزب المحافظين، وعدت وزيرة الداخلية السابقة، سويلا بريفرمان، بتخفيض الهجرة إلى «عشرات الآلاف»، في خرق لقرار سابق بعدم وضع أي حد على الهجرة، واصفة الزيادة الأخيرة في عمليات عبور القنال بـ«الغزو».

لكن سوندر كاتوالا، مدير مركز أبحاث British Future، قال إن أبحاث منظمته، أظهرت أن الشعب البريطاني، الذي استقبل المهاجرين على مدار التاريخ، كان في الحقيقة على استعداد تام تجاه المهاجرين في الوقت الحالي. وقال لصحيفة «التايمز» البريطانية: «لا يخطط ريشي سوناك ولا (زعيم حزب العمال المعارض) كير ستارمر، لإجراء تخفيضات كبيرة في الهجرة بسبب العوائد الاجتماعية والاقتصادية التي تجلبها لبريطانيا».

منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، غادر 51,000 مهاجر من الاتحاد الأوروبي، المملكة المتحدة أكثر ممّن وفدوا إليها، ولكن تم تعويض ذلك أكثر من خلال المهاجرين من بقية العالم، إذ تجاوز الهنود (البالغ عددهم 127,530) عدد الصينيين ليشكلوا النسبة الأكبر من الطلاب الأجانب، لكن الطلاب النيجيريين البالغ عددهم 50,631 طالبًا يجلبون أكبر عدد من أفراد أسرهم، بعددٍ يبلغ 51,637. كما تضاعف العدد الإجمالي للمُعالين ثلاث مرات خلال العام الماضي.

وكان من المتوقع حدوث انخفاض في عدد الطلاب الصينيين جزئيًا بسبب تدهور العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وبدرجة أقل مع الدول الغربية الأخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة.

استقطاب طلاب الشرق الأوسط

تبذل مجموعة الجامعات البريطانية الدولية (UUKi)، جهودًا لزيادة عدد الطلاب القادمين من الشرق الأوسط. ففي تقرير حديث، أجرت المجموعة مقابلات مع طلاب سعوديين حول تجربتهم في المملكة المتحدة. وكان السعوديون الأكثر عددًا من بين 30 ألف طالب من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يدرسون في بريطانيا، لكن ستة أضعاف هذا العدد اختاروا الذهاب إلى الولايات المتحدة منذ عام 2010.

اقرأ أيضًا: الجامعات البريطانية تسعى لاستقطاب المزيد من طلاب الشرق الأوسط

«يساعد الطلاب الدوليون في جعل جامعاتنا بيئة نابضة بالحياة، ومتنوعة لتعلم الشباب، وتوليد الأموال التي يتم استثمارها في جامعاتنا، ونفع المجتمعات المحلية».

تيم برادشو، الرئيس التنفيذي لمجموعة راسل.

وأفاد بعض من تمت مقابلتهم أنهم لم يدركوا مدى انتشار الإسلام في المملكة المتحدة، وأن هناك «الكثير من الناس من كل مكان». ونتيجة لذلك، أوصت المجموعة بإطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على تنوع المملكة المتحدة، فيما أطلقت خدمة قبول الجامعات، والكليات البريطانية (UCAS) تطبيقًا مجانيًا يسمى Myriad لتمكين الطلاب الدوليين من استكشاف الفرص المتاحة في المملكة المتحدة.

ويبدو أن هذه التحركات قد آتت أكلها، حيث قدم السعوديون للدراسة في بريطانيا بزيادة قدرها 29% مقارنة بالعام الماضي، فضلًا عن زيادة قدرها 16% للطلاب الإماراتيين، و18% من العمانيين.

المنافع التعليمية والاقتصادية

في المجمل، وصل 277,000 شخص إلى المملكة المتحدة، بتأشيرات دراسية خلال 12 شهرًا حتى حزيران/ يونيو 2022، وهي زيادة بنسبة 39% عن فترة ما يمكن اعتباره نهاية جائحة كوفيد-19، وصدور تأشيرات الخريجين الجدد التي تسمح للطلاب بالعمل في بريطانيا لمدة ثلاث سنوات بعد انتهاء دراستهم.

قال «برادشو»، من مجموعة راسل: «إن حقيقة اجتذاب جامعاتنا للطلاب من جميع أنحاء العالم مصدر قوة للمملكة المتحدة. يساعد الطلاب الدوليون في جعل جامعاتنا بيئة نابضة بالحياة، ومتنوعة لتعليم الشباب، وتوليد الأموال التي يتم استثمارها في جامعاتنا، وإفادة المجتمعات المحلية».

ودافعت الحكومة عن اقتراحها قائلة إنها تدعم جامعات البلاد بالطبع، لكن رئيس الوزراء «سوناك» كرر أن «جميع الخيارات» مطروحة على الطاولة بسبب أرقام الهجرة القياسية. ورفضت الحكومة توضيح ما اعتبرته درجاتٍ «منخفضة الجودة»، لكنها قالت إنه من المحتمل فرض قيود جديدة على الطلاب الذين يجلبون أفراد عائلاتهم معهم.

في المقابل، انزعج رؤساء الجامعات البريطانية أيضًا لأن المملكة المتحدة، وعلى الرغم من اجتذابها ثاني أكبر عدد من الطلاب الأجانب في العالم، فإنها تكافح للحفاظ على هذه المكانة في مواجهة منافسة قوية من كندا، وأستراليا، وألمانيا. وعلى صعيدٍ آخر، تسجل الولايات المتحدة، إلى حدٍ بعيد، أكبر عدد من الطلاب الأجانب، بواقع ما يقرب من 950 ألف طالب في العام الماضي، بحسب أحدث تقارير «الأبواب المفتوحة» الصادر عن معهد التعليم الدولي.

اقرأ أيضًا:

  ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى