أخبار وتقارير

قادة التعليم العالي يناقشون أثر التضخم على تمويل المشروعات التعليمية

مثل كل مجالات الحياة، تواجه العملية التعليمية تداعيات ارتفاع التضخم العالمي، ما يزيد من صعوبة الاستثمار في التعليم، رغم الحاجة الإنسانية الماسة إلى هذه الاستثمارات.

كان هذا محور نقاش جلسة خاصة، ضمن فعاليات مؤتمر شركة كواكواريلي سيموندس البريطانية، في مصر، بالتعاون مع كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا الأمريكية، والذي حمل عنوان: «كيو إس – وارتون لإعادة تخيّل التعليم».

المؤتمر، الذي أقيم على مدار يومي السادس والسابع من كانون الأول/ديسمبر الجاري، بمقر جامعات المعرفة الدولية (The Knowledge Hub)، بالعاصمة الإدارية الجديدة، شرق القاهرة، طرح ملف تمويل التعليم للنقاش، بهدف بحث المسألة، ودراسة كيفية مواجهة ما يفرضه الواقع الراهن من تحديات.

الاستثمارات الحكومية

ودعا رئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور عمرو عدلي، إلى ضرورة استمرار ضخ الاستثمارات الحكومية في المجال التعليمي، من خلال المبادرات المختلفة، بما سيكون له عائد كبير على الناتج المحلي للدولة ككل، من خلال تحسين مهارات الأفراد، وبما يعزز الخطط التنموية للاقتصاد العام.

اقرأ أيضًا: (اليوم .. مصر تستضيف مؤتمر «كيو إس» حول مستقبل الجامعات).

وقال الأكاديمي المصري، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إن شعوب الشرق الأوسط تواجه تحديًا كبيرًا، يتمثل في نقص التمويل والاستثمار في التعليم، مضيفًا أنه يشجع الحكومات على ضخ الاستثمارات في التعليم بطرق حديثة، وقوية «من أجل تحسين تصنيف الجامعات، بما يعزز مهارات الطلاب، وتحقيق عائد طويل المدى من تلك الاستثمارات».

المؤتمر، الذي أقيم على مدار يومي السادس والسابع من كانون الأول/ديسمبر الجاري، بمقر جامعات المعرفة الدولية (The Knowledge Hub)، بالعاصمة الإدارية الجديدة، شرق القاهرة، طرح ملف تمويل التعليم للنقاش، بهدف بحث المسألة، ودراسة كيفية مواجهة ما يفرضه الواقع الراهن من تحديات.

ويرى رئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، ضرورة نشر صناعات الخدمات التكنولوجية – والتي يتم تدريسها في بعض الجامعات الآن – في المزيد من الجامعات خلال الفترة المقبلة، لدعم الاقتصاد المصري، نظرًا للاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في القطاعات كافة في الوقت الراهن. وأشار إلى وجود فرص لتصدير القوى العاملة من منطقة الشرق الأوسط إلى الدول الأوروبية التي تحتاج إليها، لكن بعد إتقان المهارات اللازمة، داعيًا إلى ضرورة تشجيع الشباب على ريادة الأعمال، وتدريسها في الجامعات، لخلق المزيد من فرص العمل.

اقرأ أيضًا: (بعد التخرج.. دليلك إلى لغات تحتاجها للالتحاق بسوق العمل).

وقال «عدلي» إنه لا يمكن النظر إلى الإنفاق على التعليم كاستثمار له عائد سريع، وإنما كاستثمار يدر عوائده على المدى الطويل، من خلال الوظائف، وتحسين الناتج المحلي، مضيفًا أنه يجب دمج إدارات البحوث الأكاديمية في المنشآت الصناعية، لتحسين أعمالها، مثلما تفعل اليابان وكوريا الجنوبية، على حد قوله.

صعوبات تمويلية

من جانبه، تحدث الدكتور حمد العُضابي، نائب مدير جامعة أبوظبي، عن صعوبة إقناع الممولين من رجال الأعمال بالعائد من الاستثمار في التعليم، وضخ المزيد من الأموال في العملية التعليمية.

وأوضح، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن المرحلة الحالية تحتاج إلى تكامل الجهود بين الجميع، سواء القطاع الخاص أو الحكومي، من أجل وضع الخطط المناسبة لتعزيز الاستثمار في التعليم، مشيرًا إلى وجود الكثير من الدول العربية التي تواجه صعوبة في توفير التمويل اللازم للتعليم

وفيما شدد على أهمية دور رجال الأعمال في هذا الملف، قال إن المجتمع الأكاديمي يتوقع منهم، المبادرة في التمويل، والمشاركة، والاستثمار في الكوادر البشرية، إلى جانب التركيز على تطوير الأعمال، ودعم الطلاب من خلال منحهم الفرص الملائمة. كما طالب نائب مدير جامعة أبو ظبي، بضرورة تعزيز الاعتماد على التكنولوجيا في الشق الأكاديمي بعد اتجاه المنصات العالمية إلى هذا الجانب، مما يخلق قنوات جديدة لتمويل التعليم، وتحقيق عائد سريع من هذا الاستثمار، لأن التكنولوجيا تسمح للطلاب بالانفتاح على الابتكار والإبداع.

اقرأ أيضًا: (حوارات «الفنار للإعلام»|وظائف المستقبل في ظل فجوة المهارات.. من أين نبدأ؟).

وتناولت سالي جيفري، من شبكة «رايس ووترهاوس كوبرز»، وهي شبكة خدمات مهنية متعددة الجنسيات، مقرها لندن، فكرة اعتماد المستثمرين على الربحية السريعة في استثماراتهم، مضيفة أنه بالنسبة للاستثمار في التعليم، فإن الأموال ستأتي في النهاية، ولكن بشكل غير مباشر.

وأضافت، في الجلسة نفسها، أن اقتناع المستثمرين، وشركات القطاع الخاص الكبيرة بالعائد الاستثماري لنشر المناهج التكنولوجية في الجامعات، سوف يساهم في خلق بيئة محكمة للتعليم والإبداع، مما يشجع الشباب على تعلم المهارات الإبداعية والمبتكرة، والتي تعزز من تحسين سوق العمل عبر تلبية المهارات المطلوبة. وطالبت بضرورة الاستثمار في خلق روّاد أعمال يديرون مؤسساتهم بأنفسهم، من خلال منهج علمي وتكنولوجي.

الشركات الناشئة في القطاع التعليمي

وبدورها، تطرقت ندى حلمي، مدير برنامج الاحتضان والتسريع في شركة EdVentures، التابعة لمجموعة شركات «نهضة مصر» للنشر، إلى نموذج نشر الخدمات التعليمية في مؤسستها على مدار السنوات الماضية وحتى الآن. وقالت إن الشركة حاولت تمويل عدد من الشركات الناشئة في القطاع التعليمي، ولديها مسرعات أعمال لزيادة تلك الخدمات.

وأوضحت أن البعض يرفض تمويل التعليم لعدم وجود العائد السريع، وخاصة بعد ارتفاع نسبة التضخم التي قد تؤثر على مجريات العملية التعليمية، داعية إلى ضرورة دعم رواد الأعمال، والاستثمار في تعليمهم، ومنحهم التمويل اللازم، دون التركيز على الأرباح في الوقت الحالي، لأن كلما كبرت الشركات، زاد العائد من الأموال التي يتم استثمارها لمواجهة الظروف الصعبة القائمة حاليًا.

اقرأ أيضًا:

 ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى