أخبار وتقارير

الغرفة 207.. الخيال والرعب من ثنايا الأدب إلى الدراما المصورة

عن رواية للكاتب المصري الراحل أحمد خالد توفيق (1962 – 2018)، يقدم المسلسل الدرامي «الغرفة 207»، الذي يتصدر قائمة الأعلى مشاهدة على منصة «شاهد»، سلسلة من الحلقات التي يتقاسم أبطالها تجارب «الرعب»، وأجواء الجريمة، خلال هذا العمل الفني.

ومع كل حلقة يتم بثها، يتابع الجمهور محاولات البطل، جمال، لفك لغز الغموض المرتبطة بالغرفة رقم 207 في ذلك الفندق الذي يعمل به، بمدينة مرسى مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

ومع إشارة المسلسل إلى الرواية المأخوذ عنها (سر الغرفة 207)، يتذكر كثير من صناع الدراما، في مصر، والعالم العربي، قائمة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي استعانت بأعمال أدبية لأسماء لامعة في التاريخ المعاصر للأدب العربي. ومن هؤلاء الكتاب الذين تركت أعمالهم بصمة على الشاشة: نجيب محفوظ، وطه حسين، ويحيى حقي، ويوسف إدريس، وإحسان عبد القدوس، وغيرهم.

وظلّ عالم الرعب، والخيال، والجريمة، عصيًا على التطويع في أعمال درامية، بما يحمله من تحديات بصرية، إلى أن تمكن بعض صناع الدراما من تجاوز تلك العقبة، كما يقول خبراء. وبرز ذلك في «الغرفة 207»، ومن قبله مسلسل «ما وراء الطبيعة»، عن رواية تحمل نفس الاسم من تأليف أحمد خالد توفيق أيضًا، وكذلك مسلسل «في كل أسبوع يوم جمعة»، للأديب المصري الكبير إبراهيم عبد المجيد.

المنصات الجديدة «أنقذت أنواعًا عدة من الدراما العربية من الاندثار، أو من البقاء في أسر الإنتاج الضعيف، بسبب الخشية من الدخول إلى مناطق تحتاج إلى تكلفة عالية، وإمكانيات كبيرة، مثل دراما الرعب، والخيال، أو الأزمنة التاريخية».

الكاتب والسيناريست المصري، محمد هشام عبية.

ويرى الكاتب والسيناريست المصري، محمد هشام عبية، أن المنصات الجديدة «أنقذت أنواعًا عدة من الدراما العربية من الاندثار، أو من البقاء في أسر الإنتاج الضعيف، بسبب الخشية من الدخول إلى مناطق تحتاج إلى تكلفة عالية، وإمكانيات كبيرة، مثل دراما الرعب، والخيال، أو الأزمنة التاريخية».

ويقول، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إن نجاح مثل هذه الأعمال الدرامية قد يغري بمزيد من التجارب المماثلة، لكن يستدرك: «أخشى أن يتم تنفيذ تلك التجارب في عجالة للحاق بأثر النجاح الذي حققته أعمال مماثلة، فتكون النتيجة غير مرضية».

ويضيف أن تحويل الأدب إلى أعمال درامية يفتح الباب للأجيال الجديدة للاطلاع على روايات صدرت من قبل، ولم يعلموا عنها شيئًا، مثل روايات الدكتور أحمد خالد توفيق، وغيره من المؤلفين. كما يعرب عن أمله في أن تبادر منصات الإنتاج المرئي إلى تقديم المزيد من الأعمال المستندة لأعمال أدبية، ليس فقط لأدباء معاصرين، وإنما أيضًا لأدباء مؤسسين، وراسخين على امتداد القرن العشرين.

وحققت أعمال أدبية، تقوم على الخيال، رواجًا واسعًا، وخاصة بعد تحويلها إلى أعمال سينمائية، ومنها رواية «الفيل الأزرق» للكاتب المصري أحمد مراد، التي تحوّلت إلى فيلم سينمائي، من جزئين، إنتاج 2014، و2019.

وكان أحمد مراد، كاتب الرواية، وسيناريست الفيلم، قد صرّح بأن الرواية والفيلم كانت لهما نهايتين مختلفتين، بعدما اقترح المخرج، مروان حامد، إجراء تغيير في المشهد الختامي للفيلم لخلق تفاعل أكبر مع الجمهور. ولم تكن المعالجة السينمائية بعيدة عن مجال دراسة أحمد مراد، فهو خريج المعهد العالى للسينما قسم التصوير السينمائى عام 2010. وذكر في أحاديث صحفية سابقة، أن تحويل النص الروائى إلى فيلم ليس سهلًا، فالكتابة للسينما تعتمد على معالجة عنصر الصورة، في ظل محاولات لتقريب الرؤية بين السيناريو والرواية، وكذلك تطوير الرواية لتتماشى مع المعالجة السينمائية.

  • الغرفة 207.. الخيال والرعب من ثنايا الأدب إلى الدراما المصورة
  • الغرفة 207.. الخيال والرعب من ثنايا الأدب إلى الدراما المصورة
  • الغرفة 207.. الخيال والرعب من ثنايا الأدب إلى الدراما المصورة

وفي كتابه «القتل للمبتدئين» (2022، دار الشروق، مصر)، يقول أحمد مراد إن ما يجعل الروائي أو كاتب السيناريو ناجحًا هو «فهم طبيعة كل وسيط، فالروائي قد يفسد روايته بكتابة السيناريو الخاص بها إذا أصبح متحيزًا للنص الروائي، متجاهلًا فهم آليات الكتابة للسينما: الزمن، والإيقاع، والتأثير المختلف لوجود تصوير، وموسيقى، ومونتاج، وديكورات. وتزداد الطينة بلة إذا كانت مخيلة الروائي محدودة بفكرة أن النص السينمائي ما هو إلا تلخيص أمين للرواية».

من مقاعد الجمهور، والباحثين عن تعلم صناعة الأفلام والتصوير، يقول مروان علاء، طالب الهندسة بجامعة الإسكندرية، إن الإنتاج، ومهارات التصوير، والمؤثرات المتطورة في الأعمال العربية، سواء المسلسلات الدرامية، أو في السينما، أصبحت متطورة بشكل يجعل الرعب الذي تقدمه للجمهور مقنعًا، فلم يعد الأمر مقتصرًا على الأعمال الأجنبية كما كان سابقًا.

وعن تجربته في التعلم، يضيف الطالب الشاب في تصريح لـ«الفنار للإعلام» إنه يسعى إلى دراسة صناعة الأفلام والتصوير، عبر منصات التعلم الإلكتروني عبر الإنترنت، مشيرًا إلى أن يستعير عبارات من أعمال أدبية للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق في المقاطع التي يصورها بنفسه، حيث يراها ملهمة وتضيف إلى مواده المصورة أبعادًا جديدة، على حد قوله.

وبالمثل، يقول أحمد جابر، الذي درس الإعلام بجامعة بني سويف، إن تحويل رواية «ما وراء الطبيعة» إلى مسلسل، كانت سببًا في تعرف كثيرين من أبناء جيله على العمل الأدبي، وكذلك عند تحويل رواية «هيبتا» للكاتب محمد صادق، و«الفيل الأزرق» لأحمد مراد، وراوية «1919» للكاتب نفسه، والتي عولجت فنيًا في فيلم «كيرة والجن».

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى