أخبار وتقارير

كيف يدفع التعليم العالي مسار التنمية المستدامة؟ نقاش بمؤتمر «كيو إس» في مصر

في نقاش أكاديمي بمؤتمر شركة كواكواريلي سيموندس البريطانية، في مصر، بالتعاون مع كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا الأمريكية، تحدث عدد من قادة التعليم العالي، والخبراء، حول سبل دفع مسار التنمية المستدامة في المجتمعات من خلال التعليم.

واتفق المشاركون، في المؤتمر المعنون: «كيو إس – وارتون لإعادة تخيّل التعليم»، (QS-Wharton Reimagine Education Conference)، والذي ينعقد بمقر جامعات المعرفة الدولية (The Knowledge Hub)، بالعاصمة الإدارية الجديدة، شرق القاهرة، على أهمية دور التعليم كأداة أساسية، ولا غنى عنها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من أجل إنقاذ العالم من الأزمات المحدقة به اليوم.

تغيير الصورة الذهنية القديمة

وخلال جلسة حول «تأثير العملية التعليمية على تنفيذ مسار التنمية المستدامة»، تحدث رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور أحمد دلال حول ضرورة التغيير، والتطوير في المناهج التعليمية، والتوعية أكثر بأهداف التنمية المستدامة.

اقرأ أيضًا: (بعد التخرج.. دليلك إلى لغات تحتاجها للالتحاق بسوق العمل).

ودعا المسؤول الأكاديمي الرفيع، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إلى ضرورة كسر الصورة الذهنية القديمة، والتركيز على حلول جديدة نحو التنمية المستدامة، قائلًا: «لا يوجد حل واحد لمواجهة الأزمات التي تعرقل تحقيق التنمية المستدامة».

وضرب مثالًا بما تنفذه الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث يتم إشراك الطلاب في مواجهة الأزمات التي تواجه عملية التنمية المستدامة بشكل تطبيقي، وليس نظريًا فقط في مناهج التعليم. ويشير إلى إرسال طلاب من الجامعة إلى عدد من القرى في ريف مصر، للعمل في محطات لتنقية المياه، حتى يدرك الطلاب أهمية الحفاظ على البيئة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومواجهة الأزمات التي تؤثر على الكرة الأرضية والعمل على مواجهتها.

اقرأ أيضًا: (اليوم .. مصر تستضيف مؤتمر «كيو إس» حول مستقبل الجامعات).

كيف يدفع التعليم العالي مسار التنمية المستدامة؟ نقاش بمؤتمر «كيو إس» في مصر
جلسة حول «تأثير العملية التعليمية على تنفيذ مسار التنمية المستدامة»، خلال مؤتمر «كيو إس – وارتون لإعادة تخيّل التعليم» (الفنار للإعلام).

ويقول إنه مثلما تستمر الأزمات في الازدياد على مستوى العالم، فإن البحث والتفكير في إيجاد حلول مستمر أيضًا. ولذلك، يدعو إلى زيادة تدريب الطلاب عمليًا على مواجهة تلك المشكلات، من خلال تعزيز وتطوير المناهج التعليمية في مختلف الجامعات.

وحول المبادرات التي تقودها الجامعة الأمريكية في القاهرة لربط التعليم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، قال الدكتور أحمد دلال إن الجامعة لديها الكثير من المبادرات التي حققتها خلال الفترة الماضية في مجال التنمية المستدامة، مشيرًا إلى تقديم الجامعة العديد من المنح لطلابها حول التنمية المستدامة.

الزواج بين الجامعات والقطاع الخاص

ومن جانبه، دعا الدكتور وقار أحمد، مدير جامعة أبو ظبي إلى ما يصفه بـ«الزواج بين الجامعات والقطاع الخاص»، من أجل تحسين مهارات الطلاب، وتعزيزها لتوفير الخبرات المطلوبة في فرص العمل. وأضاف أن سوق العمل لا يجد الأيدي العاملة التي تحقق هذه الخبرات، مضيفًا أنه خلال السنوات الأخيرة كان يتم الإعلان عن فرص عمل محددة، ولكن عقب إجراء الاختبارات المقررة لها، يجد القائمون على الاختبار أن المتقدمين لا يستوفون الشروط المحددة، ولا الخبرات المطلوبة.

وقال، خلال الجلسة: «إننا نؤمن بأن التعليم له قدرة كبيرة على التأثير في البشر، لتحقيق التنمية المستدامة، وخاصة الشباب وهم الثروة الحقيقية للمجتمعات، لتنفيذ أي خطط يتم التوافق حولها». كما طالب بضرورة دمج تحقيق التنمية المستدامة في المناهج التعليمية، وتنفيذ تلك المناهج عمليًا على الطلاب، من خلال مشاهدة سبل تحقيق التنمية المستدامة بأنفسهم.

كما تحدث مدير جامعة أبو ظبي عن أهمية العمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة، من خلال الاستثمار في البشر عن طريق تحسين المهارات الإبداعية، وإطلاق العديد من المبادرات بالتعاون مع القطاع الخاص، لتحقيق ما يحتاجه إنقاذ كوكب الأرض من الأزمات التي يتعرض لها، على حد قوله.

المواطن الإيجابي

وبالمثل، قال رئيس تحرير «الفنار للإعلام»، محمد الهواري، إنه «مؤمن بتحقيق التنمية المستدامة في التعليم، وخاصة التعليم الجامعي» وذلك من أجل الوصول لما يسمى بـ«المواطن الإيجابي»، من خلال التعاون بين الجامعات، والقطاع الخاص، والحكومات، والمجتمع المدني أيضًا، لدراسة احتياجات سوق العمل في العالم العربي، ومن ثمَّ يتم تسليح الطالب، والخريج بالمهارات المطلوبة في سوق العمل.

اقرأ أيضًا: (للطلاب والخريجين.. تسع خطوات لإعداد خطة تعلم ذاتي ناجحة).

وأضاف، في كلمته خلال الجلسة: «بهذا، نصل في النهاية إلى المواطن الإيجابي الصالح، والذي يتحول لمصدر للدخل القومي لبلاده من خلال زيادة الإنتاجية، واستخدام المهارات اللازمة في تلبية متطلبات سوق العمل، وليس تخريج دفعات من الجامعات سنويًا، دون أن يكون لدى الخريجين المهارات اللازمة للوظائف المختلفة في سوق العمل».

اقرأ أيضًا: (حوارات «الفنار للإعلام»|وظائف المستقبل في ظل فجوة المهارات.. من أين نبدأ؟).

محمد الهواري، رئيس تحرير الفنار للإعلام (الفنار للإعلام).

ودعا «الهواري» إلى ضرورة تغيير عقلية الأجيال الجديدة، من خلال التعاون بين الشركات الناشئة، والجامعات المختلفة، من خلال وضع آليات، ومعايير جديدة، يتم الاعتماد عليها في تعزيز التنمية المستدامة، والتصدي للجائحات العالمية، والتغير المُناخي من خلال إيجاد حلول تتسم بالاستدامة فعليًا.

وأشار رئيس تحرير «الفنار للإعلام» إلى أن الجامعات، سواء الخاصة أو الحكومية، تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال إعادة بناء العقول، وتوعية الطلاب بالأهداف المطلوب تحقيقها، والعمل عليها خلال السنوات القليلة المقبلة. كما تحدث حول تجربة «الفنار للإعلام» في التركيز على تحسين وتطوير التعليم من خلال التعاون مع الجامعات العربية، ونشر الوعي بالمهارات، في أوساط الطلاب العرب، بالإضافة إلى المبادرات المختلفة التي تسهم في تحسين مهارات الدراسين، قدر الإمكان، وبما يصب في مصلحتهم، ويزيد من خبراتهم، وبالتالي يستطيعون إيجاد فرص عمل ملائمة تؤدي، في النهاية، إلى تحسين الإنتاجية في مجتمعاتهم.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى