أخبار وتقارير

الجوائز ومنصات التكريم.. ما أهميتها للأدباء وحركة الإبداع؟

بين الجوائز والمبدعين علاقة تقديرية خاصة؛ فهي علامة على طريق المشروع الشخصي لأرباب الكتابة والثقافة والفنون، ووسيلة لجذب انتباه الجمهور لتلك المشروعات الإبداعية التي نالت التتويج.

وتحتفي العديد من الجوائز في العالم العربي بالمنتج الإبداعي في أجناسه المتنوعة، كما تحظى هذه الجوائز باهتمام تُبرزه أرقام المتقدمين لها كل عام، وما يرافق الإعلان عن نتائجها من جدل. ومن هذه الجوائز: الجائزة العالمية للرواية العربية (المعروفة باسم البوكر العربية)، وجائزة الملتقى للقصة القصيرة، وجائزة كتارا للرواية العربية، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة نجيب محفوظ الأدبية، وجائزة ساويرس الثقافية. 

دور مهم

ويقول الروائي المصري أحمد عبد اللطيف، إن الكاتب لا يتوقع عادة الفوز بجائزة «ومن الأفضل له أن ينساها بعد أن يتقدم لها حتى تُعلن، ويتذكرها إن فاز بها، وإلا فليواصل نسيانه».

وقد فاز «عبد اللطيف»، مؤخرًا، بجائزة مؤسسة «ساويرس الثقافية»، فئة كبار الكتاب، عن مجموعته «مملكة مارك وطيوره الخرافية»، كما سبق وفاز بجائزة الدولة التشجيعية في مصر، في العام 2011، عن روايته الأولى «صانع المفاتيح»، وفي العام 2018، تم ترشيح روايته «حصن التراب: حكاية عائلة موريسكية» ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية.

«الجوائز ليست دعمًا للكاتب وكتابه فحسب، وإنما هي دعم للقراءة وتقدير لها، لأنها في أحيان كثيرة تُوجه الذائقة، فكم من أعمال جميلة لم تُقرأ جيدًا لأنها لم تتوج بجائزة».

أحمد عبد اللطيف، روائي مصري.

وردًا على سؤالنا حول الفوائد التي يجنيها المبدعون من التتويج بالجوائز، يقول، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»: «الجوائز ليست دعمًا للكاتب وكتابه فحسب، وإنما هي دعم للقراءة وتقدير لها، لأنها في أحيان كثيرة تُوجه الذائقة، فكم من أعمال جميلة لم تُقرأ جيدًا لأنها لم تتوج بجائزة. لذلك، فالكتاب الفائز ينال حظًا أكبر من القراءة. وبهذه الطريقة تقوم الجائزة بدور الجسر بين الكاتب والقارئ، وهو دور مهم لا غنى عنه».               

القراءة وحركة الجوائز

وفيما ترى سارة إبراهيم، مؤسسة نادي قراءة «Bookmark» على موقع «فيسبوك»، أن القراءة تتأثر بحركة الجوائز، تقول، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»: «الجوائز تقدير وتكريم مهم للإبداع الحقيقي، وهي تقدير معنوي للكاتب وجهده في المقام الأول، وتكريم لعملية الكتابة نفسها، القادرة على التأثير في العقول والأفكار بشكل كبير. لذلك، أرى أن الجوائز حافز لا يستهان به لمواصلة الكتابة بشكل إبداعي».

وتضيف أن الجوائز، من ناحية أخرى، تؤثر على حركة الترويج للكتب، وإبراز الكُتّاب الفائزين بشكل أكبر، وسط العدد الكبير من الإصدارات الأدبية. 

الفن التشكيلي والسينما

وإلى جانب الأدب، تتنوع مجالات الإبداع، حيث تتذكر إيمان الشقيري، المدرس المساعد بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان في مصر، حصولها على ثلاث جوائز بين عامي 2016 و2019 في فرع فن الخزف. وتقول إن هذه الجوائز ساهمت في منحها دفعة معنوية كبيرة، قبل أن تكون مادية.

وتضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»: «تخلق الجوائز بداخل الفنان حماسًا داخليًا للاستمرار. ومع ذلك، سواء نال الفنان جائزة أم لا، فهذا لا يقلل من مشروعه الفني، لأن التقييم في النهاية أمر نسبي».

اقرأ أيضًا: (بعد عقود من «الإهمال».. مبادرة لإنقاذ دراسة «الفنون الجميلة» في السودان)

وتتحدث إلى تجربتها، مع آخرين، في نيل الجائزة الكبرى بـ«صالون الشباب»، عن العمل الجماعي، في العام 2016، بالقول: «كانت تلك هي المرة الأولى التي يُمنح فيها فن الخزف جائزة كبرى في تاريخ صالون الشباب، وكان عمر الصالون في هذا الوقت، 28 عامًا، فسلطّت تلك الجائزة الجماعية الضوء بطريقة مختلفة على تجربة الفنانين الفائزين، وعلى مشروعنا الفني ومفهومه الفلسفي، وترجمته من خلال فن الخزف المعاصر».

أما الفنانة أمنية محمد سيد، المعيدة بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، فتقول إن الفن استمتاع شخصي من جهة، ويكتسب متعة أخرى عند مشاركته مع الجمهور المتلقي. وتضيف أن الجوائز، بهذا المعنى، تكون تسليطًا للضوء على الأعمال التي تحمل لونًا فنيًا خاصًا، وتحمل فلسفة فنية خاصة.

«تخلق الجوائز بداخل الفنان حماسًا داخليًا للاستمرار. ومع ذلك، سواء نال الفنان جائزة أم لا، فهذا لا يقلل من مشروعه الفني، لأن التقييم في النهاية أمر نسبي».

إيمان الشقيري، مدرس مساعد بكلية التربية الفنية، جامعة حلوان، مصر.

وقد حصلت «سيد»، أكثر من مرة على جائزة من «صالون الشباب» في مصر، مناصفة، بالمشاركة مع الفنانة الشابة فاطمة الزهراء سامي، في مجال «الفيديو آرت» الذي يعتمد على فن التصوير والرسم والتحريك. وعن تجربتها، تقول في تصريح لـ«الفنار للإعلام»: «الجوائز تمنحنا تقديرًا، وتُشعرنا أننا لا نعمل هباءً».

ولا تغيب الكتابة للسينما والدراما عن الفروع الفنية التي تحظى باهتمام الجوائز. ويتحدث كاتب السيناريو محمد السمان، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، عن تجربته في نيل جائزة مؤسسة ساويرس الثقافية، قائلًا: «تقدمت للجائزة في العام 2019، ولم أوفق في الوصول إلى القائمة القصيرة لها، ورغم إحباطي قررت أن أحاول مرة أخرى، وفزت بالجائزة بالفعل في دورة العام 2022».

ويضيف الكاتب الذي فاز بالجائزة عن سيناريو فيلم «أرضيون»: «تخصيص فرع لمؤلفي السينما والدراما يعطي فرصًا لمواهب كثيرة في مجال الكتابة، حيث يتم تقييم أعمالهم المكتوبة قبل أن تتحوّل لأعمال فنية مرئية ربما تتأثر بظروف الإنتاج، فتخرج، في صورة غير مُرضية للمؤلف».

اقرأ أيضًا:

  ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى