أخبار وتقارير

الدراسة ومهارات سوق العمل.. جدل متجدد في «ملتقى شباب الإعلام العربي»

بين الثاني عشر والرابع عشر من كانون الأول/ديسمبر الجاري، نظمت جامعة القاهرة «ملتقى شباب الإعلام العربي»، بمشاركة طلابية مصرية وعربية. وجمعت الفعاليات بين الدراسين والخبراء المشتغلين بسوق العمل، كما تقول المديرة التنفيذية للملتقى وأستاذة الإعلام نشوى عقل.

وخلال ورش تدريبية، ولقاءات مفتوحة، تبادل المشاركون الحديث حول موضوعات شتى، منها: التقديم التلفزيوني، والكتابة الإبداعية، وصحافة الفيديو، والإعلام الرقمي. كما تم تنظيم مسابقة بين مشروعات التخرج بكليات الإعلام في مجال الأفلام التسجيلية والوثائقية، والصحافة الإلكترونية، والحملات الإعلانية.

وقالت هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن الملتقى يستهدف «توعية الشباب بقضايا الإعلام العربي، وتأهيلهم لاحتياجات سوق العمل والمشاركة الدولية، وذلك من خلال ورش العمل واللقاءات مع الخبراء وأساتذة الإعلام».

وعبر تطبيق «زووم»، شارك أساتذة وطلاب بكليات الإعلام من دول عربية عدة، ومن هؤلاء: نايف بن ثنيان آل سعود، عميد كلية الآداب بجامعة سعود، وحنان الشيخ عميدة كلية الإعلام، جامعة الشرق الأوسط، بالأردن، ومضاد الأسدي، عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، فضلًا عن مشاركة إعلاميين، عن بعد، من وسائل إعلام عربية عدة.

«الملتقى يستهدف توعية الشباب بقضايا الإعلام العربي، وتأهيلهم لاحتياجات سوق العمل والمشاركة الدولية، وذلك من خلال ورش العمل واللقاءات مع الخبراء وأساتذة الإعلام».

هويدا مصطفى
عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة

وتصدر النقاش بين الحاضرين، الحديث عن «صناعة المحتوى» في وسائل الإعلام، ومدى تأثرها بالموضوعات الأكثر رواجًا «الترند»، عبر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي.

التحقق من المعلومات

وفي السياق نفسه، شهدت إحدى الجلسات، حديثًا حول مدى تأثر التغطية الإعلامية لأخبار كوفيد-19 بالمتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وعن ذلك، قال الصحفي المصري عمر فارس إن وسائل التواصل «تركت أثرها على المحتوى الإعلامي، وألقت الضوء على إشكالية مهمة، وهي فكرة التحقق من المحتوى، وتطبيق المعايير المهنية قبل نقل المعلومات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون تدقيق».

بدوره، قال أحمد الشيخ، مستشار الإعلام الرقمي بالمملكة المتحدة، إن «جمع المعلومات قبل نشرها يتطلب الدقة»، مشيرًا إلى أن «الترند» «أصبح مادة يسعى وراءها بعض الصحفيين». وأضاف: «التعامل مع الترند كمصدر صحفي يقودنا لمخالفات مهنية، منها: نزع التصريحات من سياقها».

وتقول نشوى عقل المديرة التنفيذية للملتقى لـ«الفنار»: «لمست من المناقشات أن هناك مسافة تفصل بين تلقي الطلبة للإعلام التقليدي الذي يدرسون نظرياته، وبين ممارسات الإعلام الرقمي الجديد».

ومن جانبه، قال ألبرت شفيق، رئيس شبكة قنوات «ON»، في كلمته بالملتقى: «الإعلام التقليدي لا ينفصل عن واقع مواكبة الإعلام الرقمي، وفكرة التحاق الطالب بالعمل الإعلامي دون ثقافة لا تستقيم، في ظل التحولات الكبيرة التي تلحق بشكل الإعلام، وإمكانية صناعة المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي بكل سهولة، بعكس ما كان يحدث قبل سنوات».

جانب من حضور المؤتمر. (الصورة: كلية الإعلام جامعة القاهرة).
جانب من حضور المؤتمر. (الصورة: كلية الإعلام جامعة القاهرة).

واستضاف الملتقى – وفق «عقل» – عددًا من الخبرات التي «استطاعت تقديم تجارب إعلامية لافتة من حيث المضمون، علاوة على العناصر الفنية والبصرية»، مثل القائمين على إخراج حفلتي «موكب المومياوات الملكية» و«افتتاح طريق الكباش» اللتين تم عرضهما على شاشات التلفزيون مؤخرًا «حتى يجد الطالب نفسه أمام صناع تلك التجارب الملهمة، وليتعرف على المهارات التي يحتاجها إلى جانب الدراسة الأكاديمية».وفيما شهد الملتقى، مشاركة طلاب، من كليات مصرية وعربية، بمشروعات تخرج متنوعة حول التنمية المستدامة، اقترحت نشوى عقل «دعم برنامج لاكتشاف المواهب الإعلامية الشابة، يشرف عليها خبراء في الإعلام»، معتبرة أن «من أبرز التحديات أمام الطلاب، مواجهة تلك النظرة التقليدية التي تبدأ معهم قبل التحاقهم بالكلية، وهي أن كليات الإعلام تهدف للالتحاق بالعمل أمام الكاميرا كمقدمي برامج، دون التعرف على فرص عمل أخرى خلف الكاميرا».

صناعة المحتوى والتوظيف في العمل الإعلامي

وعندما ناقش الملتقى أوضاع «سوق العمل» في المجال الإعلامي، نصح خبراء، الطلاب بــ«عدم انتظار فرص توظيف بالمؤسسات الإعلامية التقليدية»، كما ورد في كلمة الخبير الإعلامي أسامة الشيخ، حيث دعا الدارسين والخريجين الجدد إلى «الابتكار والاستفادة من المساحات والفرص التي يفتحها الإنترنت أمام العمل الإعلامي».

«فكرة تطوير المحتوى، أو تطوير القوالب البرامجية، من أبرز المحاور التي ينبغي التفات التعليم الجامعي لها».

أسامة الشيخ
الخبير الإعلامي

وأشار «الشيخ»، وهو مؤسس ومطور قنوات تلفزيونية عدة، إلى أن «ثقافة الطالب فارقة في قدرته على الالتحاق بسوق الإعلام»، معتبرًا أن «فكرة تطوير المحتوى، أو تطوير القوالب البرامجية، من أبرز المحاور التي ينبغي التفات التعليم الجامعي لها». وأضاف: «هذا الدور يمكن أن تقوم به كلية الإعلام بجامعة القاهرة، عبر إنشاء وحدة متخصصة لذلك المجال الفارق في صناعة الإعلام».

وفي مداخلة عبر «زووم» دعا أبانوب عماد، منتج برامج بقناة «سكاي نيوز» عربية، الشباب إلى «السعي الدائم للخروج من النمطية». وقال: «كل منصة هي التي تحدد الإنتاج الرقمي الأنسب لها، حسب أدواتها، والممارسة العملية أفضل وسيلة لاكتشاف أكثر الطرق لجلب التفاعل، وأدعو الطلاب إلى تطوير أنفسهم، وتجريب فرص تدريب وعمل مختلفة، جنبًا إلى جنب مع الدراسة».

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وفيما رأى هشام سليمان، مساعد رئيس الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لقطاع الإنتاج الفني، أن «الإلهام في صناعة الإعلام يكون من خلال العمل على الأفكار، والخروج عن النمطية»، قال محمود مسلم، رئيس تحرير صحيفة «الوطن» المصرية، ورئيس مجموعة قنوات «DMC»: «المحتوى الجيد أبرز العناصر التي تقوم عليها الصناعة الإعلامية، والصحفي الناجح يحتاج، إلى جانب الثقافة، وإجادة اللغات، إتقان التكنولوجيا، والتمكن من التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، ومهارات البحث على جوجل، والتعامل مع المنصات الرقمية والمطبوعة».

Countries

تعليق واحد

  1. انا احمل شهادة ماجستير في الصحافة والاعلام اضافة الى خبرة ١٥ سنة في الاعلام التنموي. لم اعلم بهذا الملتقى. وكنت اود لو بالامكان دعوتي الى فعاليات من هذا النوع مستقبلا اذا امكن. وامكانية الاطلاع على انشطة الملتقى واعماله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى