أخبار وتقارير

المسابقة الرمضانية من «الفنار للإعلام».. عن زرياب «معلم الناس المروءة»

يواصل «الفنار للإعلام»، عبر صفحتنا على «فيسبوك»، طرح أسئلة المسابقة الرمضانية، والتي انطلقت منذ بداية شهر رمضان المعظم.

ويدور سؤال اليوم (الأحد)، حول أول أديب فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية. وعلى المشاركين الاختيار من بين ثلاث إجابات، وهي: عبده خال، أو بهاء طاهر، أو يوسف زيدان.

أما سؤال الأمس (السبت)، فكان يتعلق بموسيقي ومطرب عربي عاش في العصر العباسي، وله أفضال كثيرة في تطوير الموسيقى العربية في عصره، حتى أنه أضاف وترًا خامسًا للعود. وكانت الإجابة الصحيحة، من بين خيارات ثلاث، هي: أبو الحسن علي بن نافع.

أبو الحسن علي بن نافع.. زرياب

هو أبو الحسن علي بن نافع الملقب بزرياب (173 – 243 هجرية). يعد من موالي الخليفة العباسي المهدي. وفي بحثه المعنون: «زرياب وأثره في الحياة الاجتماعية والفنية في الأندلس» (مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات، العدد الخامس عشر، شباط/فبراير 2009)، يخبرنا الأكاديمي الفلسطيني هاني أبو الرب، أن المطرب الشهير تلقى تعليمه في مدرسة إسحاق الموصلي الفنية ليصبح أشهر تلاميذها.

تميزت مدرسة «الموصلي» باهتمامها برفع المستوى الثقافي لتلاميذها، فضلًا عن تعليمهم الموسيقى والغناء، فكانوا يتلقون دروسًأ في مختلف علوم عصرهم، كالقرآن، والآداب، والتاريخ. كل ذلك ساعد زرياب في الاتصال بالخليفة الرشيد في آخر أيامه، إلا أن تردي الأوضاع الاقتصادية في بغداد بسبب الفتنة التي أعقبت وفاة الرشيد، وخلافه مع أستاذه «الموصلي»، دفعه إلى الهجرة إلى الأندلس، حيث حظي برعاية الإمارة الأموية فيها حتى وفاته.

«ساعدت ثقافة زرياب الموسوعية الشاملة، وتنقله من بغداد إلى المغرب فالأندلس، وما حظي به في البلاط الأندلسي من احترام ورعاية وتقدير، على تفجير طاقاته الإبداعية التي تجاوزت حدود المجال الفني إلى المجال الاجتماعي».

هاني أبو الرب
أكاديمي فلسطيني

نال زرياب، في الأندلس، الشهرة والثراء، الأمر الذي أثار عليه حقد حُسّاده ومبغضيه، لكن ذلك لم يمنعه من بلوغ مكانة رفيعة، وترك آثار جمة في حياة أهل الأندلس الاجتماعية في المأكل والملبس، واستخدام مواد التجميل، فضلًا عن التحسينات العديدة التي أدخلها على آلة العود، وفي مقدمتها إضافة الوتر الخامس إليه، ومدرسته التي افتتحها في قرطبة، وخرّجت العديد من مطربي وملحني الأندلس، والمغرب، وأوروبا.

وإلى جانب براعته في الموسيقى، والشعر، والغناء، فقد نال قسطًا وافرًا من المعرفة في علوم الفلك، والجغرافيا. وينقل البحث عن المؤرخ أحمد المقري التلمساني، قوله: «كان زرياب عالمًا بالنجوم، وقسمة الأقاليم السبعة، واختلاف طبائعها وأهويتها، وتشعب بحارها، وتصنيف بلادها وسكانها، مع حفظه لعشرة آلاف مقطوعة من الأغاني بألحانها، بالإضافة إلى معرفته الواسعة بالتاريخ وأخبار الملوك، فلما رحل إلى الأندلس، وخلا به الأمير عبد الرحمن بن الحكم ذَاكَره في أحوال الملوك، وسير الخلفاء، ونوادر العلماء».

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وساعدت ثقافة زرياب الموسوعية الشاملة، وتنقله من بغداد إلى المغرب فالأندلس، وما حظي به في البلاط الأندلسي من احترام ورعاية وتقدير، على تفجير طاقاته الإبداعية التي تجاوزت حدود المجال الفني إلى المجال الاجتماعي، فقد وضع للطبقات الراقية في الأندلس قواعد للسلوك، وآداب الجلوس، والمحادثة، والطعام «حتى اتخذه ملوك أهل الأندلس وخواصهم قدوة فيما سنّه لهم من آدابه»، وسمّوه «معلم الناس المروءة»، وفق ما أورده الأكاديمي الفلسطيني هاني أبو الرب في البحث نفسه.

ثلاثة فائزين يوميًا

في المسابقة الرمضانية من «الفنار للإعلام»، يتم اختيار ثلاثة فائزين يوميًا، بعد إجراء قرعة بأسماء المشاركين عبر صفحتنا على موقع «فيسبوك». والجوائز اليومية عبارة عن رموز ترويجية «Promo Codes»، لاشتراكات مجانية لمدة شهر في منصات «المنتور» (almentor)، و«ستوريتل» (Storytel)، و«أبجد» (Abjjad)، المعنية بتقديم خدمات تعليمية وثقافية لمستخدميها عبر الإنترنت. وفي نهاية الشهر الفضيل، سيتم اختيار فائز واحد، باشتراك مجاني لمدة عام بمنصة «المنتور».

اقرأ أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى